التفاوض على الرواتب بعد عرض العمل 10 نصائح مهمة لك

التفاوض على الرواتب

التفاوض على الرواتب


يواجه الكثيرون صعوبة في التفاوض على الرواتب عند حصولهم على عرض عمل، خوفًا من تعريض الفرصة للخطر، لكن الحقيقة هي أنه لديك فرصة حقيقية لتحسين راتبك، خاصةً مع نقص المهنيين المهرة في السوق الحالي.

فوفقًا لدليل الرواتب لعام 2024 الصادر عن روبرت هاف، تقدم 51% من الشركات رواتب أعلى للمرشحين لجذب المواهب، بالإضافة إلى ذلك يعاني 55% من أصحاب العمل صعوبة في العثور على مرشحين ذوي المهارات المطلوبة.

لذلك، إذا كنت تمتلك مهارات متخصصة وسيرة ذاتية قوية، فيمكن أن تضيع فرصة حقيقية للحصول على راتب مستحق إذا لم تفاوض بذكاء، وإليك في هذا التقرير خطوات مفصلة لتساعدك على بدء نقاش التفاوض على الرواتب، ونجيب على أسئلتك الشائعة حول هذه العملية.

أهم النصائح حول التفاوض على الرواتب

عندما تُعرض عليك وظيفة جديدة تقدم لك عادةً حزمة تعويضات تشمل الراتب والمزايا، لكن ماذا لو لم تكن راضيًا عن الراتب المقترح؟ لا تقلق لديك فرصة التفاوض للحصول على ما تستحقه، وإليك فيما يلي كيفية التفاوض على الراتب في 10 خطوات:

1. قيم ما تستحقه

قبل البدء في التفاوض على الرواتب، يجب تقييم ما تقدمه لصاحب العمل، سيحدد ذلك نطاق راتب معقول يبرر مهاراتك وخبراتك، وإليك بعض العوامل التي تؤثر على تعويضك:

أولًا: الموقع الجغرافي

عند التفاوض على الرواتب ضع في اعتبارك تكلفة المعيشة في منطقتك، فعلى سبيل المثال: تحتاج إلى راتب أعلى في مدينة ذات تكلفة معيشة عالية، مقارنة بمدينة ذات تكلفة معيشة منخفضة لنفس الوظيفة.

ثانيًا: خبرة المجال والقيادة

إذا كان الوصف الوظيفي يتطلب 3-5 سنوات خبرة وتلبي هذا الشرط أو تتجاوزه، فيبرر ذلك راتبًا أعلى، وكذلك إذا كانت لديك مهارات قيادية تلبي توقعات صاحب العمل أو تتجاوزها، خاصةً إذا كان الوصف الوظيفي يتطلب تفضيل أو اشتراط مهارات قيادية.

ثالثًا: مستوى التعليم

تؤثر شهادات البكالوريوس أو الماجستير أو الدكتوراه أو الدرجات المتخصصة ذات الصلة على راتبك، فكلما زادت درجة دراستك يزيد راتبك.

ويمكن أن يطلب صاحب العمل أو يُفضل أن يكون لديك تراخيص أو شهادات محددة، إذا كنت تمتلكها تكون في وضع جيد لطلب راتب أكبر.

رابعًا: المستوى الوظيفي والمهارات

مع تقدمك في حياتك المهنية عامةً، توقع الحصول على نطاق راتب أعلى، كما تجذب المهارات المتخصصة أو التقنية التي تتطلب وقتًا لإتقانها رواتب أعلى، اقرأ أيضًا إدارة الأعمال للمبتدئين.

2. ابحث عن متوسط ​​الرواتب في السوق

من استراتيجيات التفاوض على الرواتب معرفة متوسط ​​الرواتب في السوق هي أداة قوية تساعدك على تحديد نطاق راتب معقول، وتجنب المطالبة براتب مبالغ فيه أو منخفض للغاية، وتقدم لك نقطة انطلاق واقعية للتفاوض، كما تعطيك الثقة اللازمة للمطالبة بما تستحقه.

استخدم بيانات السوق لدعم طلبك للحصول على راتب محدد، وأظهر لصاحب العمل أنك على دراية بقيمة مهاراتك وخبراتك في السوق الحالية.

3. صياغة نقاط حوار قوية

من مبادئ التفاوض على الرواتب أو العرض الوظيفي، تخصيص وقت لوضع خطة محكمة، وإحدى الطرق الفعالة للقيام بذلك هي الإجابة على هذا السؤال كإطار لمحادثتك: “لماذا تعتقد أنك تستحق راتبًا أعلى من الراتب المعروض؟”.

ستحدد إجابة هذا السؤال نقاط قوتك وخبراتك، وتربط مهاراتك وخبراتك بمتطلبات الوظيفة، وتقدم “كيت بالمكويست” خبيرة الموارد البشرية، النصائح التالية لصياغة نقاط حوار قوية:

  • اجمع أمثلة على نتائجك في الوظائف السابقة.
  • ركز على الأرقام والإنجازات الملموسة، مثل: زيادة المبيعات أو خفض التكاليف أو الحصول على جوائز.
  • أكد على سنوات خبرتك في المجال، خاصةً إذا كانت تفوق متطلبات صاحب العمل.
  • سلط الضوء على المهارات والقدرات النادرة أو المتخصصة التي تمتلكها.
  • اذكر أي شهادات أو تراخيص احترافية ذات صلة.
  • ابحث عن متوسط ​​الرواتب للمناصب المماثلة في منطقتك.
  • كن مستعدًا لمشاركة هذه المعلومات مع صاحب العمل.
  • تجنب مثل هذه العبارات العامة التي قد تزعج العميل أو صاحب الشركة مثل “أعتقد أنني أستحق أكثر”.
  • قدم أرقامًا محددة بناءً على بحثك وخبراتك.

4. تدرب على مهاراتك

التدرب على مهارات التفاوض على الرواتب قبل مناقشة الراتب مع صاحب العمل أمر ضروري لشعورك بالثقة والقدرة على التعبير عن نفسك بوضوح. لذلك اطلب من صديق أو زميل متخصص في مجال عملك أو لديه خبرة في التفاوض على الرواتب، أن يلعب دور صاحب العمل خلال جلسة تدريبية.

ناقش مع شريكك نقاط الحديث التي أعددتها، وتأكد من أنها واضحة ومقنعة، واجعل حوارك واقعيًا قدر الإمكان، لتحاكي سيناريو التفاوض الفعلي.

وبعد كل جلسة تدريبية، اطلب من شريكك أن يقدم لك ملاحظات صادقة بشأن نقاط قوتك ونقاط ضعفك، ثم استخدم هذه الملاحظات لتحسين مهاراتك وتعديل نقاط حوارك حسب الحاجة.

5. أظهر قيمتك بثقة

أثناء التفاوض على الرواتب، تلعب لغة جسدك ونبرة صوتك دورًا هامًا بنفس أهمية كلماتك، إن شعورك بالثقة سينعكس على صاحب العمل، ويجعله أكثر تقبلاً لطلباتك.

وقبل دخولك في أي مفاوضات، تأكد أولًا من أنك تؤمن بمهاراتك وخبراتك وأنك تستحق الراتب الذي تطلبه، وتذكر كل إنجازاتك ومساهماتك السابقة، وكيف ستفيد صاحب العمل في منصبه الجديد.

كما تواصل بصريًا مع صاحب العمل أثناء المحادثة، إذ يظهر ذلك الثقة والاهتمام بما يقوله، وأيضًا اجلس أو قف بظهر مستقيم وتجنب التململ أو العبث بأشياء أخرى، فتظهر هذه اللغة الجسدية الانفتاح والثقة.

تحدث بلهجة واضحة ومباشرة، وتجنب التلعثم أو الاعتذار عن طلبك، وانتبه لما يقوله صاحب العمل وكن مستعدًا للرد على أسئلته واهتماماته، وحافظ على موقف إيجابي ومهني طوال المحادثة، وتجنب الشكوى أو التذمر من عرض صاحب العمل.

6. أظهر امتنانك واحرص على الاحترافية

عندما تصل إلى مرحلة عرض العمل، يجب أن تظهر امتنانك لصاحب العمل لوقته وجهوده في عملية التوظيف حتى لو لم يكن عرض الراتب مرضيًا لك، فإن الحفاظ على موقف إيجابي واحترافي هو أمر ضروري.

لذلك، اشكر صاحب العمل على عرض العمل، وأعرب عن اهتمامك بالوظيفة والشركة، وأكد على مهاراتك وخبراتك وكيف ستفيد المنظمة.

وإذا قررت التفاوض على الرواتب كن مهذبًا وواضحًا في طلبك، وقدم مبررات قوية تدعم طلبك، مثل: بيانات السوق أو إنجازاتك السابقة، وكن منفتحًا على حل وسط.

وحتى لو لم تتمكن من التوصل إلى اتفاق مع صاحب العمل اشكره مرة أخرى على وقته واهتمامه، وأبلغه برفضك للعرض بطريقة مهنية، وحافظ على التواصل الإيجابي، ويمكنك الاطلاع أيضًا على إدارة نزاعات العمل.

7. خذ بعين الاعتبار تكاليف الوظيفة

بالإضافة إلى العوامل الأخرى، مثل مهاراتك وخبراتك ومتوسط ​​الرواتب في السوق، يجب أيضًا مراعاة أي تكاليف إضافية مرتبطة بالحصول على الوظيفة عند التفاوض على زيادة الراتب.

فإذا كنت تنتقل إلى مدينة جديدة، ستحتاج إلى مراعاة تكاليف النقل والسكن المؤقت وتخزين الأثاث ونقلها، كما ستكون تكلفة المعيشة في المدينة الجديدة أعلى بكثير مما كنت تدفعه حاليًا.

وإذا كنت ستختار موقعًا بعيدًا عن المنزل، فسيتعين عليك الأخذ في الاعتبار تكاليف النقل مثل أجرة القطار أو الغاز وتآكل سيارتك.

أما إذا كان لديك أطفال، فستحتاج إلى دفع المزيد مقابل رعاية الأطفال إذا لم تكن متاحة بأسعار معقولة في موقعك الجديد.

8. استعد للأسئلة الصعبة

من الطبيعي أن يكون لأصحاب العمل أسئلة صعبة؛ لمعرفة المزيد عن دوافعك وتقييم مدى ملاءمتك للوظيفة، لذلك قبل دخولك في أي مفاوضات، فكر في الأسئلة الصعبة التي يطرحها صاحب العمل، و جهز إجابات مقنعة تظهر اهتمامك الحقيقي بالوظيفة ولماذا تكون أنت المرشح المثالي.

لا تدع الأسئلة الصعبة تزعجك، خذ نفسًا عميقًا، و حافظ على رباطة جأشك، وقدم إجابات مدروسة تظهر ثقتك بنفسك، ولكن لا تحاول خداع صاحب العمل أو التملص من الأسئلة، فكن صادقًا وواضحًا بشأن دوافعك وتوقعاتك وأهدافك المهنية.

9. كن مرنًا

كذلك عند التفاوض على الرواتب يجب أن تكون متفتحًا على حلول مبتكرة ومستعدًا للتفاوض من أجل اتفاق يرضي الطرفين، فلا تصر على مبلغ راتب محدد وتفاوض بشأن أشكال أخرى من التعويض، مثل:

  • خيارات الأسهم.
  • أيام إجازة إضافية.
  • مكافأة تسجيل الدخول.
  • العمل من المنزل.
  • مساهمات تقاعدية إضافية.
  • مرونة في ساعات العمل.

فكر في أشياء أخرى تكون قيمة بالنسبة لك بخلاف الراتب فقط، على سبيل المثال: يمكن أن تقدر فرصة العمل من المنزل، أو الحصول على جدول زمني مرن أكثر من الحصول على راتب أعلى.

وإذا بدا صاحب العمل غير متجاوب، فلا تستسلم واطرح أسئلة مفتوحة لفهم وجهة نظره ومعرفة إذا كان هناك مجال للتفاوض، على سبيل المثال: يمكنك أن تسأل: “ما هي المخاوف الرئيسية لديك بشأن طلبي؟”، و”ما هي المرونة لديك في مجال التعويض؟”

وحتى لو شعرت بالإحباط أو الانزعاج كن هادئًا، ولا تدع عواطفك تسيطر عليك وتهدد فرصك في التوصل إلى اتفاق، كما كن مستعدًا للمضي قدمًا والتقدم لوظيفة أخرى إذا لم تتوصل لاتفاق يرضيك.

10. طلب المبلغ الأعلى في نطاق راتبك

النقطة العاشرة والأخيرة في استراتيجيات التفاوض على الرواتب إذا بدأت بطلب مبلغ منخفض فمن المرجح أن ينتهي بك الأمر براتب أقل مما تستحقه، ففي بعض الأحيان يكون صاحب العمل مستعدًا لدفع أكثر مما عرضته في البداية، كما أن إظهار ثقتك بقيمتك يعطي صاحب العمل انطباعًا جيدًا ويؤثر إيجابيًا على سير المفاوضات.

الخلاصة

إتقان مهارات التفاوض على الرواتب يُعد استثمارًا قيمًا يعزز مسيرتك المهنية ويدر عليك ثمارًا طوال حياتك العملية، لذلك اتبع الخطوات المذكورة أعلاه لتتفاوض بثقة وتضمن الحصول على التعويض العادل الذي يجسد قيمتك وإنجازاتك.

تذكر أنه لا تسير الأمور دائمًا بسلاسة كما هو مخطط لها، لكن تسلحًا بالمعرفة والاستعداد، ستتمكن من خوض التفاوض بفاعلية أكبر، وتحقيق النتائج التي تسعى إليها، وكلما مارست مهاراتك ازدادت ثقتك وكفاءتك في الحصول على ما تستحقه.

شاركنا تجربتك هل واجهت مواقف صعبة خلال تفاوضك على راتبك؟ ما هي النصائح التي تود مشاركتها مع قرائنا؟

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *