مفهوم دعم الموارد البشرية وأهميته للشركات ومؤسسات العمل

كيف تدعم الموارد البشرية

يعد دعم الموارد البشرية من أهم مقومات نجاح واستمرار أي مؤسسة عمل سواء كانت كبيرة أو صغيرة ومن أهم سبل تحقيق النجاح أيضًا هذه المؤسسة.

حيث يساعد الاهتمام بتطبيق مفهوم دعم الموارد البشرية بكيفية صحيحة في الحصول على موظفين وعاملين قادرين على إتمام مهام العمل على أفضل وجه.

في هذا السياق؛ سوف يتم لاحقًا توضيح ما هو مفهوم دعم الموارد البشرية وأهميته لمؤسسات العمل وطرق تطبيقه أيضًا بالتفصيل.

ما هو دعم الموارد البشرية

إن الموارد البشرية هي دون شك من المقومات الرئيسية لأي شركة أو مؤسسة عمل، لذلك فإن دعم الموارد البشرية الذي ينص على الاهتمام بالعنصر البشري يعد من أهم سبل نجاح أي مؤسسة عمل.

لا سيما أن تقديم الدعم اللازم للعاملين والموظفين يساعدهم على أن يقوموا بإتمام مهام عملهم بأفضل كيفية ممكنة، ومن هنا أصبح مفهوم دعم وتنمية الموارد البشرية من أهم استراتيجيات نجاح العمل.

أنواع دعم الموارد البشرية

تنقسم استراتيجيات إدارة الموارد البشرية إلى أكثر من شكل، ومن الضروري تطبيقها كاملة داخل مؤسسة العمل، ومن أهمها ما يلي:

1. الدعم المعنوي

يشير دعم الموارد المعنوي إلى ضرورة توفير بيئة عمل مناسبة خالية من الإزعاج والمشاكل أيضًا للموظفين والعاملين، مع تهيئة مكان آمن وهادئ ومريح لهم؛ حتى يتمكنوا من القيام بأداء عملهم على أكمل وجه.

2. الدعم المادي

إعطاء كل ذي حقٍ حقه أي تقدير قيمة مرتبات عادلة لكل موظف أو عامل داخل مؤسسة العمل؛ يعد من أهم سبل الاستقرار الوظيفي وضمان بقاء الموظف أو العامل بالشركة باعتباره جزء من خطة العمل ومن ثم يكون هناك استقرار أيضا في مسيرة العمل بالشركة.

3. تأمين أفراد العمل

يعتبر التأمين الصحي والعلاجي وغيرها من صور مساعدة أي موظف أو عامل يتعرض إلى أي مشكلة كبيرة؛ من أهم صور الدعم التي تسعى كافة مؤسسات العمل خصوصًا المؤسسات الكبيرة إلى تطبيقها.

كما أن التأمين على الموظف أو العامل لدى شركة معتمدة يعتبر من أهم أشكال دعم الموارد البشرية التي تعزز من العلاقة بين العامل والمؤسسة وتزيد من الثقة ودرجة الولاء فيما بينهما أيضًا.

كيفية تطبيق دعم الموارد البشرية

هناك مجموعة من الخطوات والمعايير التي يساعد تطبيقها على تحقيق أهم مبادئ دعم الموارد البشرية في مخف مؤسسات العمل، مثل:

1. حل المشكلات ومواجهة العراقيل

يحب محاولة حل أي مشكلات أو عراقيل تعيق الموظفين عن إتمام عملهم، لا سيما أن تعدد وجود عوائق أو مشكلات يقلل من مستوى ومعدل الإنتاجية ويؤثر سلبيًا على الموظف وعلى مؤسسة العمل.

حيث إن تذليل الصعاب وحل أي مشكلات يجعل تركيز العامل أو الموظف منصبًا على إتمام مهام العمل الموكلة إليه فقط، وهذا يصب بالطبع في الصالح العام للمؤسسة.

2. خلق بيئة عمل صالحة

ينبغي العمل أيضًا على خلق بيئة عمل هادئة وخالية من المشاحنات؛ لا سيما أن وجود مشاحنات بين الموظفين وبعضهم البعض أو بين الموظفين ومدراء الاقسام أو الإدارة يعد من أكثر ما يؤثر سلبيًا على أداء الموظف وإنتاجية العمل.

3. توفير الموارد اللازمة

توفير الموارد والأدوات والمتطلبات اللازمة بوجهٍ عام لمساعدة الموظف أو العامل على إنجاز عمله مثل توفير التقنيات الرقمية اللازمة، توفير المعدات والأجهزة المتطورة، وغيرها من متطلبات إنجاز العمل هي دون شك من أهم وسائل دعم الموارد البشرية.

ولا يساعد ذلك على تهيئة بيئة العمل للموظف ومساعدته على أداء عمله بشكل أيسر فحسب؛ ولكنه يقدم فائدة كبيرة للمؤسسة أيضًا بشكل ملحوظ.

ومن الأمثلة على ذلك؛ فإن مؤسسات العمل التي تعتمد على التقنيات الرقمية في عملها تُحقق نجاحات أكثر وتكتسب ثقة العملاء بدرجة أكبر عند المقارنة مع المؤسسات التي لا تزال تعتمد على الطرق التقليدية في أداء عملها.

4. تطوير مهارات العاملين

مؤسسة العمل الناجحة هي التي تفطن إلى أن الاستثمار في موظفيها هو أفضل أنواع الاستثمار، فكلما ارتفعت مهارة ودرجة كفاءة طاقم العمل خاصتها؛ كلما كانت قادرة على مواكبة تحديات السوق وتقديم أفضل خدمات أو منتجات إلى عملائها.

لذلك؛ نجد أن معظم الشركات الكبيرة تقوم بعمل تدريبات دورية لموظفيها وطاقم العمل لديها حتى ترفع من مستوى المهارة والكفاءة والتميز لديهم، وبالتالي؛ تجني أفضل إنتاجية عمل.

5. تعزيز النمو الوظيفي

النمو الوظيفي هو جزء لا يتجزأ من تنمية مهارات العاملين، حيث إن الموظف الذي يُثبت أن جديرًا بالترقية إلى منصب وظيفي أعلى يجب ترقيته على الفور أو زيادة راتبه على الأقل.

 حيث سوف يصب ذلك في مصلحة السمعة الوظيفية للمؤسسة، وسوف يدفع الموظف أيضًا إلى مزيد من التميز في أداء مهام عمله.

6. التخصيص الوظيفي

بعض مؤسسات العمل تقوم بتعيين موظف واحد فقط ليؤدي مهام عدد من الموظفين، وسواء كانت تلك المهام واحدة أو تابعة إلى عدة تخصصات؛ فهذا النهج يكون خاطئ تمامًا.

حيث إن أسس دعم الموارد البشرية هو تخصيص العمل عبر تعيين موظف متخصص في كل مجال بشكل أكثر تنظيمًا.

وعلى سبيل المثال؛ عند توظيف كاتب محتوى، يجب عدم تكليفه بمهام التصميم أو إتمام كل مهام إنشاء المحتوى الأخرى، وهكذا.

7. المساواة بين الموظفين

ينبغي أن يكون هناك مساواة بين الموظفين دائمًا وعدم تمييز أحدهم على الآخر بشكل يعزز من الشحناء فيما بينهم، بل يجب أن يحصل الجميع على حقوقهم كاملة ما داموا يقومون بأداء واجباتهم كاملة.

8. تقديم الحوافز والمكافآت

لا شك أن شعور الموظف بأن تميزه وإتمام مهام وواجبات عمله على أكمل وجه يكون محل تقدير من رئيسه ومن مؤسسة العمل ككل، لذلك؛ ينبغي تفعيل نظام الحوافز والمكافآت في مؤسسة العمل، وعدم التردد في مكافأة الموظفين المجتهدين.

9. إشراك الموظفين في القرارات

هناك بعض استراتيجيات الإدارة المتعلقة بتطبيق مفهوم دعم الموارد البشرية داخل مؤسسات العمل والتي تنص على إشراك كافة الموظفين في اتخاذ القرارات، وذلك من خلال الاستماع إلى أفكارهم ومقترحاتهم جميعًا.

وعلى سبيل المثال؛ فعندما يكون قسم التسويق في حاجة إلى أفكار جديدة، يمكن عمل اجتماع بواسطة رئيس القسم مع الموظفين ومعرفة ما هي مقترحاتهم التي تدعم التسويق الإبداعي بالشركة، والعمل على تنفيذ أفضل هذه الأفكار.

ومن أبرز فوائد ذلك إلى جانب الحصول على عدد كبير من الأفكار؛ هو أنه يُشعر الموظف بأنه جزء من الشركة وأن آرائه ومقترحاته محل تقدير؛ مما يشجعه على تقديم المزيد من الأفكار والمقترحات المفيدة.

الخلاصة

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على مفهوم وأهمية دعم الموارد البشرية ولماذا يجب على كل مؤسسات العمل تطبيق هذا المفهوم بها. مع الإشارة إلى أنواع هذا الدعم، وكيف يمكن أيضًا تطبيق مبادئ دعم وتنمية الموارد البشرية داخل مؤسسات العمل بالتفصيل.

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *