التسويق هو الورقة الرابحة التي تحكم نجاح المشاريع الناشئة، فبمقدار كفاءة التسويق تُرجح كفة النجاح والتفوق للمؤسسة، لذا كان من المهم لأصحاب الشركات العناية المطلقة بهذا الجانب.
كما ظهرت في الآونة الأخيرة اتفاقية تسويق المنتجات، والتي تهدف لحفظ الحقوق وضبط التعاملات بين الأطراف لضمان نجاح الحملات التسويقية.
وتقام هذه الاتفاقية وفقًا لبنود وأسس بحتة سنبينها في الفقرات التالية إلى جانب التطرق إلى كيفية إعداد عقد تسويق يضمن نجاح الحملة التسويقية، كما سنوضح أنواع اتفاقيات التسويق وأهميتها وكيفية استخدامها.
فهرس المقال
تعريف اتفاقية تسويق المنتجات
اتفاقية التسويق هي وثيقة قانونية تكون بمثابة إطار مرجعي لأطراف العملية التسويقية.
وطرفي التسويق هما صاحب المنتج الذي يحتاج لخبير تسويق لمنتجاته، والطرف الآخر المسوق الذي على دراية تامة بالعملية التسويقية وكيفيتها.
وتعمل هذه الاتفاقية كجسر يربط بين المسوق وصاحب المنتج وتهدف إلى تنظيم الأدوار وتوضيح المسؤوليات الواقعة لكل طرف، إلى جانب تحديد العوائد والأرباح.
كما توضح سير عملية التسويق ومدتها والميزانية الممولة فيها، كذلك تضمن الاتفاقية إلتزام كلا الطرفين بموجب الشروط المدرجة وتقلل من فرص الفشل ووقوع الاختلافات في المستقبل.
أهمية اتفاقية التسويق
قبل البدء في العمل يجب أن يتم كتابة عقد يوضح الرؤية المستقبلية حتى نضمن حقوق جميع الأطراف، وفيما يلي نذكر فوائد جمة تدفعك لعقد اتفاقية تسويق قبل البدء في أي عملية تسويقية:
- الحماية القانونية: توفر الاتفاقية الحماية والضمان القانوني لكلا الطرفين في حال وقوع صراعات أو انتهاكات.
- التقسيم الواضح: تشير الاتفاقية إلى الواجبات والمسؤوليات بشفافية ووضوح وترشد إلى دور كل طرف على حدى.
- تعزيز الثقة: عقد اتفاقية قبل البدء في أي عمل يشير إلى اهتمام الطرفان بحماية المصالح والحقوق وأخذ العمل على محمل الجد.
- فض النزاعات: كما في حال وقوع النزاعات تكون الاتفاقية كمرجع للتسوية بين الطرفين، فهي آلية قوية لحل الاختلافات دون اللجوء إلى الضجيج القانوني.
يمكنك الاطلاع على: مسؤوليات مدير التسويق.
البنود الرئيسية لاتفاقية التسويق
عند عقد اتفاقية تسويق يجب أن تتضمن قواعدًا أساسية لا يمكن تجاهلها أبدًا حيث تمثل هذه القواعد اللبنة الأساسية للاتفاقية، ولا تعتمد الاتفاقية إلا بوجودها وثبوتها، ونبينها في النقاط التالية:
1. تحديد الأسماء
لا تصح اتفاقية بين طرفين إلا بموجب تحديد الأسماء نصيًا لكلا الطرفين سواء الأسماء التجارية أو القانونية البحتة، ومع غرابة هذا الطلب ولكن هناك بعض العقود تعتمد على الأسماء المعيارية وحسب.
فتحديد الأطراف المعنية بالاتفاق يعزز من حفظ الحقوق من الانتهاك والتلاعب والسلب.
2. مدة سريان الاتفاقية
من الواجب تضمين المدة الزمنية للاتفاق، كما أنه من غير المنطقي إبرام عقد يخلو من تاريخ انتهاء الصلاحية، لذا كان من الحق أن ينص العقد على تاريخ تنتهي فيه اتفاقية العمل.
كذلك يندرج تحت بند تحديد المدة خيارات التمديد وتجديد العقد وصلاحيتها والقواعد التي تحكمها.
3. تنظيم نطاق العمل
لن تنعقد اتفاقية تسويق بدون تحديد نطاق العمل وتوزيع المسؤوليات والمهام الموكلة لكل طرف على حدة، فالاتفاقية هي اتفاقية تقسيم العمل يقوم كل طرف بمهام معينة وواضحة ومتفق عليها.
لذا من المهم أن نكون دقيقين في الكتابة الوصفية للمهام الموكلة بالتفصيل مع تضمين الأرقام والكميات والإحصاءات المطلوبة لكل مهمة.
4. تحديد الميزانية والعوائد المالية
بعد تحديد المهام والأطراف المعنية كان من اللازم النص على الميزانية الممولة في الحملة التسويقية، إضافًة إلى ذلك تضمين القسمة المحددة من الأرباح المالية العائدة لكل طرف.
5. ضمان السرية التامة
لكل فرد أو مؤسسة هنالك أسرار لا يطلع عليها أحد سوى الشركاء أو أصحاب العمل، ولكن عند عقد اتفاقية تسويقية تحكم رفع الغطاء عن الكثير من الأسرار لكلا الطرفين.
لذا من الواجب تضمين بند الحفظ والتكتم على أسرار الطرف الآخر في كل الأحوال.
6. بند استراتيجية الانسحاب
في الحقيقة لا يهتم أغلب الناس بتضمين بند إنهاء العقد في أي اتفاقية تسويق، ولكن لهذا البند أهمية بالغة في ضمان الحقوق والعدالة، حيث يناقش هذا البند الرؤية المستقبلية في حال وقوع قرار إنهاء العقد.
وذلك يكون لعدة أسباب منها خرق العقد أو عدم الوفاء بالوعود أو الانتهاك والتلاعب وكذلك بسبب النزاعات والصراعات.
فيضمن هذا الجزء لكلا الطرفين حقوقهم في حال إنهاء الاتفاقية، من خلال النص على الالتزامات الواجب تحقيقها عند تقرير نقض العقد والتخلف عنه.
أنواع اتفاقيات التسويق
وبعد إدراكك لمعنى اتفاقية التسويق وأهميتها القصوى لك كطرف مشارك في حماية حقوقك، فإن الآن جاء الوقت لتعلم أن اتفاقية التسويق تأخذ أشكالًا مختلفة ومتنوعة.
الشركات أو أصحاب المنتجات هم من يحددون شكل الاتفاقية بناءً على احتياجاتهم ومتطلباتهم من العملية التسويقية، ومن أنواع اتفاقيات التسويق المشهورة:
1. اتفاقية تسويق مقابل عمولة
التسويق بالعمولة هو الخيار الأمثل للشركات التي تطمح لحملات تسويقية بنتائج عظيمة، حيث تتفق الشركة مع موقع ويب مشهور أو شركة أخرى على أن تروج لمنتجها بمقابل لكل عملية شراء أو عميل محتمل.
يعقد الطرفان الاتفاقية وفقًا لقواعد العملية التسويقية ومدتها والعائد المادي الذي يقدمه صاحب المنتج للمسوق مقابل كل عملية شراء.
في حال كنت صاحب منتج وتطمح لتسويق منتجك عبر العمولات فيمكنك التعاقد مع مختلف شرائح المسوقين بالعمولات ومنهم:
- المسوقين عبر المواقع الإلكترونية.
- المسوقين عبر الحملات البريدية.
- المسوقين عبر الصفحات الشخصية.
2. اتفاقية التسويق مع المؤثرين
تُبْرِم هذه الاتفاقية بصفتك أنت كصاحب منتج مع أحد المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يتمتع هؤلاء المؤثرين بالتفاف الجماهير حولهم بأعداد ضخمة.
الأمر الذي سيعزز من انتشار الوعي بعلامتك التجارية ومنتجك لأكبر شريحة من المهتمين وبالتالي ستنهال عليك الطلبات من المقبلين.
ومن الجدير بالذكر أن اتفاقية تسويق المؤثرين لا تبرم مع كل مؤثر بل يتم اختيار الشخص بعناية فائقة، كما من اللازم أن يكون هناك ارتباط قوي بين منتجك والمحتوى الذي يقدمه المؤثر.
وتقام هذه الاتفاقية على عدة قواعد ومنها الاتفاق على العائد الربحي للمسوق وكذلك الوصف والطريقة المخصصة لتسويق للمنتج.
3. اتفاقية توزيع المحتوى
تقوم هذه الاتفاقية على أساس المصالح المشتركة، حيث يصبح كل طرف صاحب المنتج والمسوق في آن واحد، وذلك حينما تتفق شركتان تحتاج كل منهما إلى التسويق.
وينعقد العمل بقيام كل من الشركتين بالتسويق للشركة الأخرى من خلال موقعها ومدونتها الإلكترونية، مما يزيد من فرص ظهور كل واحدة منهما على الانترنت وبالتالي زيادة الطلبات من قبل الجمهور.
وتكون أسس الاتفاقية بينهما على الالتزام والجدية في العمل لتسويق منتجات وخدمات الشركة الأخرى بكل شفافية وحضور حي.
من أبرز المؤسسات التي يمكن التعاون معها في إدارة الحملات الإعلانية هي موقع مهماز المتصدر في مجال خدمات الإعلان والترويج.
4. اتفاقية تسويق الرعاية التسويقية
تنعقد هذه الاتفاقية بين صاحب المنتج وطرف آخر يحتاج لخدمة المنتج، مثل رعاية صاحب المنتج لمناسبٍة ما بهدف الترويج لخدماته مما سيوسع من قاعدة العملاء بشكل ملحوظ جدًا، ويعزز من بناء العلاقات التجارية الفعالة.
نصائح لإدارة اتفاقية تسويق ناجحة
فيما يلي نمدك ببعض الأدوات الفعالة التي تعزز من تحقيق فرص نجاح الاتفاقية التسويقية:
- حدد أهدافك بوضوح في الاتفاقية، أتريد زيادة المبيعات؟، أم زيادة الوعي بعلامتك التجارية؟، أم تود الحصول على جرعة عالية من المشاهدات والنقرات؟.
- التواصل الشفاف والواضح بين الطرفين، ومناقشة تطورات السوق وما ينبغي حصوله من التعديلات والتحديثات عند وجود أضرار أو فشل متوقع.
- تحفيز الدائرة التعاونية في كل الأحوال حتى عند وقوع المشكلات فبموجب كل الأطراف الالتزام بتهدئة الأوضاع لكيلا تتصاعد إلى صراعات ونزاعات عقيمة.
- تزويد كل الأطراف بالمعلومات الشاملة والتفصيلية للعملية التسويقية وتحليل البيانات الإعلانية والابتعاد عن التحيز والتخفي والتلاعب، وكذلك التخطيط والتغيير بغير علم الطرف الآخر.
- متابعة الأداء والتقدم بفعالية وكفاءة بجدول دوري محدد لتحديد مدى تحقيق أهداف الاتفاقية، كذلك للكشف عن الأخطاء والمشكلات التي تعيق سير العملية التسويقية والعمل مباشرًة على حلها.
الخلاصة
في الختام يعد إبرام اتفاقية تسويق أداة مهمة وفعالة للشركات والأفراد في تحقيق النتائج المرجوة، حيث تهدف الاتفاقية لحفظ الحقوق وتحديد المهام بشفافية ووضوح تام تحفظًا عند وقوع المشكلات وسوء الفهم في المستقبل، كما تحكم هذه الاتفاقية بنود رئيسية لا بد منها لاعتمادها، ولذا كان من المهم أن تعيد الشركات النظر بعناية في تفاصيل اتفاقيات التسويق لضمان النجاح وتحقيق الأهداف.
لا تعليق